يوضح الدكتور عبد المنعم عاشور، أستاذ الأمراض العصبية، أن تأثير الزمن على الجهاز الهضمى محدود جدا والوظائف الأساسية محفوظة حتى سن السبعين تقريبا، وأى تدهور فى وظيفة الجهاز الهضمى يمكن إرجاعه إلى الأمراض المزمنة مثل هبوط القلب والسكر والانسداد الرئوى المزمن، مضافا إليها أثار الأدوية الموصوفة وتعاطى الكحول والتدخين؟
ويوضح أنه هناك تدهور محدود فى بعض وظائف الجهاز الهضمى بفعل التقدم فى السن مثل حركة القناة الهضمية ومناعة الجهاز والتعامل مع الأدوية، بحيث لا يظهر أثر هذا التدهور مضافًا إلى إثر المرض أو الدواء.
ويبين أن نسبة الإيجابية للبكتريا الحلزونية لدى المسنين تصل من 50-90% وهى المسببة لالتهاب وقروح المعدة والاثنا عشر، ويوضح أن هناك حركة عالمية لاستئصال هذه البكتريا من باب الوقاية، وتعطى عائدا فى صورة انخفاض حالات القرحة وسرعة الشفاء منها.
كما أن المسكنات والتى تشمل الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تسبب نزيفا من المعدة أو الإثنا عشر ويزيد احتمال النزيف مع التقدم فى العمر.
وهناك نوعان من المسنين يتناولون هذه المسكنات ولكل منهما وضع خاص فالمسنون الذين يتناولون جرعة صغيرة دائمة من الإسبرين لا حرج عليهم غالبا، لأن فائدة هذا التعاطى تفوق كثير احتمالات الضرر، أما المسنون الذين يتناولون المسنات للآلام الروماتيزمية وهم كثر فان المخاطر ليست فى صالحهم خصوصا، وأن هناك بدائل عديدة لتسكين الألم أكثر أمنا وإذا كان استعمال المسكنات حتميا فليكن ذلك بوصفة طبيب قادر فى الوقت نفسه على وصف علاج يقلل احتمال التقرح والنزيف.
كما أن حدوث قروح المعدة والإثنا عشرى يزيد بعد سن الخامسة والستين بعد فترة انخفاض فى منتصف العمر، حيث إن المتفق عليه أن القرحة لا تتسبب عن زيادة الحامض فى المعدة وإنما لضعف مقاومة جدار المعدة لأثر الحامض، بالإضافة إلى عوامل ضارة أخرى كالتدخين والكحول والبكتريا الحلزونية والمسكنات.
والآن كثيرا من القرح تحدث فى المسنين دون ألم يذكر فإن أى عسر هضم فى المسن يجب فحصه بدقة، ولكن من الجيد أن علاج القرحة قد تقدم كثيرا فى السنين الأخيرة، وأن معظم حالات العلاج تستجيب بدون جراحة.
ويبين أن المسنين يتفوقون على من هم أضغر سنا فى نسبة حدوث مشاكل المرارة وحصواتها، وفى بعض الحالات تكون الجراحة هى العلاج، إلا أن معظم الحالات كامنة علاوة على أن جراحة المناظير المستحدثة استفاد منها المسنون كثيرا.
ويعد سرطان البنكرياس كثرة فى المسنين ومعدلات الإصابة تتزايد فى الأيام الحالية، ويرجع ذلك لتناول الكحول ولمرض السكر.
ويعد مرض رتوج القولون وهو نوع من أنواع الفتق يصل انتشاره إلى أكثر من 50 % لمن تجاوز السبعين، ويرجع ذلك إلى استهلاك الغذاء قليل الألياف، كما أن لالتهاب الرتج مضاعفات مزعجة معروفة، إلا أن معظم الحالات تستجيب للعلاج التحفظى لكن البعض قد يحتاج لجراحة قد تكون عاجلة.
ومن الإصابات التى تزداد فى المسنين سرطان القولون الذى يتضاعف حدوثه كل عشر سنوات من العمر حتى أن ثلثى حالاته تفوق الخامسة والستين إلا أن الوقاية منه ممكنة إلى حد كبير والاكتشاف المبكر يعطى فرصة لنتائج جيدة للعلاج ومن أهم طرق الوقاية تناول وجبات غنية بالألياف وقليل الدسم.
الكاتب: فاطمة إمام
المصدر: موقع اليوم السابع